إعلام الشرقية والعاصفة الرملية

بعد أن غرقت بعض مناطق العاصمة الرياض في الأيام القليلة الماضية ونتج عنها ما نتج، أطلت علينا يوم أمس السبت 8 مايو 2010 في قرابة الساعة 3 أتربة رملية صحبتها عاصفة شديدة نتج عنها ذعر وخوف عند الأهالي في منازلهم؛ نظراً لعدم وجود تحذيرات مسبقة تحوي بأنه قد تحدث (عاصفة رملية).

من جهة أخرى، وعند زيارتك للبوابة الإلكترونية للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، تجد تقريرهم كالمعتاد (عام) ألفه الجميع كونه تحذير عام -لرفع المسئولية-!...يقول التقرير الذي يعين يوم الجمعة 16 جمادى الأولى" نشاط في الرياح السطحية تصل سرعتها إلى أكثر من 50 كم/ساعة مثيرة للأتربة والغبار".

الإعلام الغافل
بينما نجد في الدول الأخرى دقة أكثر في نقل الأخبار، حيث تصاحب ذلك تحذيرات أكثر جدية حين توقع مثل هكذا أمور، وليست تحذيرات لرفع المسئولية عن كاهل هذه الإدارة أو تلك. ويلها إرشادات عامة بما ينبغي على السائق أن يتخذ من اجراءات احترازية، العامل في المصنع، ربة المنزل، الموظف بشكل عام...
من جهة أخرى، وأثناء حدوث العاصفة، لم تقوم الجهات الإعلامية كالعربية، الإخبارية، أو صحف كاليوم وعكاظ من بث أي خبر عاجل حيال الموضوع وما يجب على كل فرد من اتخاذ الاجراءات اللازمة... بينما أصحبت اليوم تتداول الخبر لتوثيق الخسائر وردود الأفعال بعد فوات الأوان!
تضارب المصالح
في ذات الوقت تضاربت القرارات لدى بعض الشركات والمؤسسات حيال هكذا أمر، خصوصا التي علمت باكرا بتوقع حدوث هذه العاصفة، حيث سمحت بعض الشركات والمؤسسات لموظفيهم بالعودة للمنزل بينما أخرى لم تعر اهتماماً لذلك وفضلت أن يستمر كل موظف في مقر عمله. ويشير بعض الموظفين بأنهم تلقوا عدة اتصالات من منازلهم تنبههم بالأمر لأخذ الاحتياطات اللازمة؛ نظراً لحدوث العاصفة الرملية من جهة (مدينة الجبيل) شمال الدمام وامتدت باتجاه الجنوب إلى القطيف، الدمام، الظهران فمدينة الخبر.
شركات الاتصالات
كم هو مهم دور الاتصالات في هكذا أمور، ولكن ونظراً لضعف التنسيق بين المؤسسات الرسمية وشركات الاتصالات؛ فلم تجد أي رسالة تحذيرية أو إرشادية وصلت للمستهلكين على أقل تقدير من شركة (الاتصالات السعودية، و موبايلي) حيث كان من المفترض أن تقوم هاتين الشركتين لكونهما تملكان الحصة الأكبر من المشتركين للهاتف المتنقل بإرسال رسائل نصية تحذيرية بعد التنسيق مع المؤسسات المختصة في الدولة.

الحمد لله على سلامة الجميع